أعلن شقيق الصحافي المغربي ومراسل قناة الجزيرة محمد البقالي، في تدوينة على صفحته بفيسبوك، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت شقيقه ضمن عملية وُصفت بأنها “قرصنة غير قانونية” في المياه الدولية. وأكد أن البقالي كان يؤدي واجبه المهني والإنساني في تغطية رحلة سفينة “حنظلة” المتجهة إلى غزة، مشددًا على تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامته وسلامة بقية النشطاء.
ودعا شقيق البقالي المنظمات الحقوقية والإعلامية الدولية إلى “التحرك العاجل للضغط من أجل إطلاق سراحه”، مطالبًا الدولة المغربية بـ “القيام بواجبها في حماية أحد مواطنيها العاملين في مهنة الصحافة، والدفاع عن حقه في التغطية الحرة والآمنة”.
عملية اقتحام وتصاعد المخاوف
وشهد مساء السبت تطورًا دراماتيكيًا مع صعود قوات إسرائيلية على متن السفينة “حنظلة” التابعة لأسطول الحرية، في الوقت الذي كانت تبحر فيه نحو قطاع غزة لكسر الحصار البحري المستمر منذ سنوات. وبحسب بث مباشر أطلقه النشطاء، أظهرت اللقطات لحظة اقتحام الجنود السفينة بينما كان الركاب يجلسون على سطحها، رافعين أيديهم في وضعية لا عنفية، ويرددون أغنية “بيلا تشاو” الإيطالية، رمز المقاومة ضد الفاشية.
بعد دقائق من بدء الاقتحام، انقطع البث المباشر من على متن السفينة بشكل متزامن، ما أثار مخاوف كبيرة بشأن مصير النشطاء والصحافيين ومن بينهم محمد البقالي، وسط غياب أي توضيح فوري من الجانب الإسرائيلي حول الإجراءات المقبلة.
“حنظلة”.. سفينة رمزية في مهمة إنسانية
تُعد “حنظلة” إحدى السفن المشاركة في مبادرة “أسطول الحرية”، وهي مبادرة مدنية دولية تضم نشطاء وصحافيين من مختلف أنحاء العالم، تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا. أبحرت السفينة من أحد الموانئ المتوسطية محمّلة برسائل تضامن وشحنات رمزية من المساعدات، في خطوة جديدة لإبقاء مأساة غزة على أجندة العالم.
ومنذ انطلاقها، تحولت “حنظلة” إلى رمز إنساني لمقاومة الحصار وتجديد الوعي الدولي بمعاناة سكان القطاع، لكنها ظلت أيضًا عرضة لاعتراضات متكررة من البحرية الإسرائيلية، وهو ما انتهى هذه المرة باعتقال عشرات النشطاء بينهم المراسل المغربي محمد البقالي.
تعليقات