رحلوان وجلسة طارئة.. تطورات أزمة تايلاند وكمبوديا

تواصلت الاشتباكات العنيفة على الحدود بين تايلاند وكمبوديا لليوم الثالث على التوالي، في أعنف موجة تصعيد بين البلدين منذ أكثر من عقد، ما أسفر عن رحيل 33 شخصًا حتى الآن، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع إلى حرب شاملة، ودعوات دولية لوقف إطلاق النار فورًا.
واندلعت المواجهات، التي شملت استخدام الطائرات والمدفعية والدبابات والقوات البرية، يوم الخميس، على خلفية نزاع حدودي طويل الأمد بين البلدين، ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة مغلقة يوم الجمعة لمناقشة تطورات الأزمة، وفقًا لقناة “فرانس 24”.
خسائر بشرية وموجة نزوح واسعة
وأعلنت وزارة الدفاع الكمبودية أن المواجهات أسفرت عن رحيل 13 شخصًا بينهم ثمانية مدنيين وخمسة جنود، إضافة إلى إصابة 71 شخصًا. ومن جانبها، أكدت السلطات التايلاندية أن خمسة جنود فارقوا الحياة الجمعة، ليرتفع عدد الراحلين في صفوفها إلى 20 شخصًا، بينهم 14 مدنيًا وستة عسكريين.
وبهذه الحصيلة، تكون الاشتباكات الحالية قد تجاوزت عدد الضحايا الذين سقطوا في آخر جولة رئيسية من المواجهات بين عامي 2008 و2011، والذي بلغ حينها 28 شخصًا.
وأفاد الجانبان بوقوع اشتباكات جديدة في حوالي الساعة الخامسة صباحًا من يوم السبت، حيث اتهمت كمبوديا القوات التايلاندية بإطلاق خمس قذائف مدفعية ثقيلة على مواقع في مقاطعة بورسات الحدودية، المقابلة لمقاطعة ترات التايلاندية.
وتسببت المعارك في نزوح أكثر من 138 ألف شخص من المناطق الحدودية في تايلاند، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 35 ألف شخص داخل كمبوديا.
وقف غير مشروط لإطلاق النار
وعقب اجتماع مجلس الأمن، دعا سفير كمبوديا لدى الأمم المتحدة، تشيا كيو، إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، مؤكداً تمسك بلاده بحل النزاع عبر الوسائل السلمية.
من جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية التايلاندية، نيكورنديج بالانكورا، أن بلاده منفتحة على الحوار الدبلوماسي، سواء عبر القنوات الثنائية أو بوساطة دولية، مشيرًا إلى إمكانية تدخل ماليزيا، التي تترأس حاليًا رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والتي تضم في عضويتها كلًّا من كمبوديا وتايلاند.
وحذر رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة، فومتام ويتشاياتشاي، من أن استمرار التصعيد قد يقود إلى اندلاع حرب شاملة، مؤكدًا في الوقت نفسه التزام بانكوك بالحل السياسي.
اتهامات متبادلة
وتبادلت الدولتان الاتهامات بشأن الطرف الذي بدأ إطلاق النار، حيث اتهمت تايلاند كمبوديا باستهداف مرافق مدنية، بينها مستشفى ومحطة وقود، فيما ردّت بنوم بنه باتهام الجيش التايلاندي باستخدام الذخائر العنقودية في الهجمات.
وفي الأمم المتحدة، أعرب المبعوث الكمبودي عن استغرابه من الادعاءات التايلاندية، مشيرًا إلى أن الجيش الكمبودي أضعف حجمًا وتسليحًا، وأن بلاده لم تكن لتبدأ المواجهات عمدًا.
خلفية النزاع
ويُعد هذا التصعيد الأخير امتدادًا لنزاع طويل حول الحدود الممتدة بين البلدين بطول 800 كيلومتر، حيث تدور الخلافات حول ملكية عدة مناطق، لا سيما تلك القريبة من المعالم التاريخية.
وشهدت الأعوام ما بين 2008 و2011 جولات عنف مشابهة، أسفرت عن رحيل عشرات المدنيين والعسكريين، وفي عام 2013، أصدرت محكمة تابعة للأمم المتحدة قرارًا بشأن ترسيم الحدود، إلا أن التوترات عادت للظهور مجددًا في مايوالماضي، عقب رحيل جندي كمبودي في اشتباك جديد.
ودعا مجلس الأمن الدولي الجانبين إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار، مؤكدًا على ضرورة تجنب التصعيد وحماية المدنيين في المناطق المتضررة.
المصدر: تيليجراف مصر
تعليقات