مصدر إسرائيلي: تجميد مشروع المدينة الإنسانية.. والهدنة تبديد لصورة المجاعة

كشف مصدر أمني إسرائيلي، أن خطة إنشاء المدينة الإنسانية في رفح قد جُمدت، والتي كان مقررًا أن يتم تخصيصها لإيواء مئات الآلاف من الفلسطينيين، كخطوة أولى نحو تشجيعهم على مغادرة قطاع غزة طوعًا، وفقًا لما نقلته “روسيا اليوم”.
عدم وجود خطط بديلة
وأوضح المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته، أنه “لا يوجد قرار بالمضي قدمًا في تنفيذ المشروع، كما لا توجد خطة بديلة حاليًا”.
وأشار إلى أن القيادة السياسية تخلت عن هذا المشروع، استنادًا إلى إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى تشمل انسحابًا إسرائيليًا من بعض المحاور في جنوب القطاع، وهو ما أدى إلى تجميد المبادرة.
وأضاف المصدر أن الحقائق لم تعد هي العنصر الحاسم، بل باتت طريقة عرضها وتأثيرها على الرأي العام العالمي هي الفيصل”، معتبرًا أن إسرائيل “ألحقت ضررًا بالغًا بصورة نفسها دوليًا بسبب اتخاذ قرارات ارتجالية ومتأخرة بدلًا من التخطيط المسبق لتفادي الأزمات”.
تهديد بتفكيك الائتلاف الحاكم لوقف المساعدات
وأشار المصدر إلى أن إسرائيل أوقفت منذ مارس إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لأسباب سياسية ترجع إلى ضغوط من وزراء داخل الحكومة يهددون بتفكيك الائتلاف الحاكم.
ولفت إلى أنه كان من الممكن إقناع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتوزيع المساعدات المتكدسة عند معبري “زيكيم” و”كرم أبو سالم”، ما كان سيساهم في تجنب الانتقادات الدولية.
حكومة إسرائيل ترفض دخول حبة قمح إلى غزة
وأشار المصدر إلى تقارير نشرتها صحيفتي “يديعوت أحرونوت” و”Ynet”، في أبريل الماضي، أفادت بأن الجيش الإسرائيلي وجه مناشدات للمستوى السياسي لإعادة فتح الممرات الإنسانية، محذرًا من كارثة إنسانية وشيكة.
وزاد بأنه رغم هذا التحذير لكن الحكومة رفضت تلك المناشدات، إلى أن أعلن وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، حينها أنه “لن يُسمح بدخول حبة قمح واحدة إلى غزة”، في تصريح أثار جدلاً واسعًا.
تراجع سموتريشن
أضاف المصدر أن سموتريتش عاد وتراجع عن موقفه بعد أسابيع، حيث سُمح بدخول عشرات الشاحنات عبر معبر زيكيم إلى شمال القطاع، إلا أن بعضها تعرض للنهب في منطقة العطاطرة، في إشارة إلى مراكز توزيع الغذاء الأربعة التي أنشأتها إسرائيل قبل نحو شهرين وتباهى بها سموتريتش، فيما وصفها المصدر الأمني بـ”فشل مدوٍ”.
هدنة إنسانية من جانب واحد
وفي تطور ميداني جديد، أعلنت إسرائيل أمس “هدنة إنسانية” من جانب واحد لا تُلزم حركة “حماس” وتهدف إلى تسهيل تنقل السكان لتلقي المساعدات عبر الإسقاط الجوي أو التوزيع البري.
وأوضح المصدر الأمني أن هذه الهدنة تشمل فقط المناطق الخالية من القتال، مشيرًا إلى أن محاور بيت حانون لم تُفتح بعد، بل سُمح بالتنقل في مناطق محددة لتلقي العلاج أو المساعدات.
تبديد صورة المجاعة في القطاع
ووصف المصدر الهدنة بأنها “خطوة إعلامية تهدف إلى تبديد صورة المجاعة في القطاع”، مضيفًا أن إسرائيل استخدمت هذا النوع من الإجراءات سابقًا منذ بداية الحرب.
وقال إنه من المتوقع أن تستمر هذه الهدنة لمدة أسبوع على الأقل، مع احتمال تعليقها في حال حدوث تطورات ميدانية مفاجئة.
المصدر: تيليجراف مصر
تعليقات