يبدو أن نادي النصر السعودي يواصل السير في طريق “الهجوم أولًا”، مع اقترابه من التوقيع مع البرتغالي جواو فيليكس، وهي خطوة تفتح الباب واسعًا للتساؤل: هل فعلاً يحتاج الفريق إلى المزيد من القوة الهجومية، في وقت تعاني فيه المنظومة من اختلال واضح في التوازن، خصوصًا على المستوى الدفاعي؟
فيليكس، الذي يُجيد التحرك في الثلث الأخير ويمتاز بصناعة اللعب والتمركز بين الخطوط، ليس من نوعية اللاعبين القادرين على تقديم الدعم عند فقدان الكرة أو التراجع للدفاع، ما قد يُضيف عبئًا جديدًا على منظومة دفاعية هشة أصلًا، وخط وسط مثقل بالمهام.
المعضلة تتعمّق أكثر بالنظر إلى تواجد كريستيانو رونالدو، الذي بات تركيزه ينحصر في مناطق الجزاء دون مساهمات تُذكر في الضغط أو التغطية، وهو ما يعني أن الفريق قد يدخل الموسم الجديد بخط أمامي ثقيل هجوميًا، لكنه شبه غائب دفاعيًا.
كما أن المدرب جورجي جيسوس يُعرف بخياراته الهجومية الجريئة، ما يعني أن اتجاه الفريق نحو النهج الهجومي الصرف، دون تعزيزات نوعية في الدفاع أو الارتكاز، قد يُكرّس نفس العيوب التي ظهرت الموسم الماضي، حين استقبل النصر 38 هدفًا رغم تسجيله 80.
هذا النهج لا يُهدد فقط طموحات الفريق في المنافسة، بل يُنذر أيضًا بإرهاق أسماء مثل بروزوفيتش وماني، إذ يُتوقع أن يتحملا أدوارًا مزدوجة بين التغطية والربط، وسط ضغط بدني ومعنوي متزايد مع توالي المباريات.
ورغم كل الحديث عن “النجوم”، فإن غياب التوازن يبقى العقبة الأهم في وجه النصر. وإن لم تُصحّح هذه المعادلة في سوق الانتقالات، فقد يجد الفريق نفسه، مرة أخرى، عاجزًا عن مجاراة المنافسين حين يُصبح الدفاع ضرورة لا رفاهية.
تعليقات