فيضانات إثيوبيا تهدد سد النهضة والسودان في مرمى الخطر.. ما موقف مصر؟

فيضانات إثيوبيا تهدد سد النهضة والسودان في مرمى الخطر.. ما موقف مصر؟

شهدت إثيوبيا على مدار الأيام الماضية، تساقط أمطار كثيفة تسببت في حالة كبيرة من الدمار بسبب انحدارها من الأماكن المرتفعة، وسط مخاوف من إمكانية تأثير هذه الأمطار على سد النهضة، وبالتالي حدوث أضرار بالسودان ومصر.

الفيضانات المدمرة في إثيوبيا 

وبدأ تساقط الأمطار الغزيرة في إثيوبيا، ليلة الخميس الماضي، مما أدت إلى فيضانات في أحياء متعددة، أبرزها منطقة “نيولاند”، حسب ما أفادت به صحيفة “أديس ستاندرد” نقلا عن سكان محليون.

وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، إن إثيوبيا دائما ما تشهد تساقط أمطار غزيرة خلال فترة الصيف خاصة في شهر أغسطس، لافتا إلى أن كمية المياه هذا العام أكثر من المعتاد وبالتالي شاهدنا تأثيرها الكبير بسبب انحدارها من المرتفعات وأصبحت بهذا التأثير المدمر.

الفيضانات في أثيوبيا

أماكن الأمطار في إثيوبيا

وأضاف شراقي في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، أن أماكن تساقط الأمطار في إثيوبيا تختلف من عام لآخر، وتتسبب في انهيارات صخرية، لكنها في هذه المرة تتواجد في أديس أبابا وجامبيلا التي تبعد 500 كيلومتر عن مكان سد النهضة.

تأثير الأمطار في إثيوبيا على سد النهضة

بحيرة سد النهضة شبه ممتلئة تقريبا ويتبقى فقط نصف متر لمرور المياه من أعلى السد، حسب ما يؤكده الدكتور عباس شراقي، محذرا من أن المياه ستتجاوز أعلى السد خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر، مما سيدفع بإثيوبيا إلى فتح البوابات بشكل أكبر من المعتاد.

أضرار الفيضانات في إثيوبيا على السودان

فتح بوابات سد النهضة، بشكل أكبر سيتسبب في أضرار جسيمة على السودان، لأن ذلك سيؤدي إلى تصريف المياه من المخزون خلف السد بجانب مياه الفيضانات، وبالتالي سيمثل ضغط كبير على سد الروصيرص في السودان حيث تبعد بحيرته حوالي 10 كيلومتر فقط عن سد النهضة، حسب ما يراه أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة.

وأكد شراقي، أهمية التنسيق بين السودان وإثيوبيا خلال الفترة الحالية لتجاوز أضرار الفيضانات، إذ يحذر من حالة من الارتباك في تشغيل سد الروصيرص بسبب عدم معرفة الخطوات الإثيوبية فيما يتعلق بفتح البوابات أو مرور المياه من أعلى سد النهضة.

وتوقع الدكتور عباس شراقي، وقوع فيضانات بالنيل الأزرق في السودان، بسبب كثافة المياه التي سيتم تصريفها من إثيوبيا، لافتا إلى أن كمية المياه التي تتساقط عليها حاليا تصل إلى 400 مليون متر مكعب وتتزايد خلال أغسطس لتصل إلى 800 أو 900 مليون متر مكعب في أغسطس.

تأثير الفيضانات في أثيوبيا على مصر

وفيما يتعلق تأثير الفيضانات الأثيوبية على مصر، يقول أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن السد العالي مستعد لاستقبال المياه الجديدة، خاصة وأن العام المائي الجديد يبدأ 1 أغسطس، وبالتالي يكون حاليا أقل مستوى من مخزون المياه خلف السد بسبب الاستهلاك طول العام فمن المفترض أنه يعاود المليء خلال المرحلة المقبلة.

وتابع عباس شراقي: إذا لوحظ امتلاء بحيرة ناصر خلف السد عن المعتاد، خلال شهر أكتوبر، سيتم فتح مفيض توشكا لتصريف المياه الزائدة.

المصدر: تيليجراف مصر