اعتبرت حكومة غزة، الأحد، اقتحام الجيش الإسرائيلي لسفينة “حنظلة” في عرض البحر “جريمة قرصنة بحرية وانتهاك صارخ للقانون الدولي”.
وطالبت المجتمع الدولي بتأمين الحماية للقوافل الإنسانية المتجهة إلى القطاع المحاصر.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان: “ندين بأشد العبارات جريمة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لسفينة التضامن (حنظلة) أثناء إبحارها في المياه الدولية ضمن مهمة إنسانية لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة”.
ووصف المكتب، ذلك بـ”العدوان السافر”، واعتبره “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقواعد الملاحة البحرية”.
وشدد على أن ذلك “يؤكد من جديد أن الاحتلال يتصرف كقوة بلطجة خارج القانون، ويستهدف كل مبادرة إنسانية تسعى لنجدة أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني من المحاصرين المُجوّعين في قطاع غزة”.
وحمّل المكتب الحكومي، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامة المتضامنين على متن السفينة.
وطالب الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والدولية “باتخاذ موقف عاجل وحازم ضد هذا العدوان، والعمل الجاد على تأمين الحماية الدولية للقوافل الإنسانية المتجهة إلى غزة”.
ومساء السبت، اقتحم الجيش الإسرائيلي، سفينة “حنظلة” التي تقل متضامنين دوليين خلال توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار القاتل المفروض على القطاع الفلسطيني.
وأظهر بث مباشر لحظة اقتحام الجنود الإسرائيليين السفينة وهم يحملون أسلحتهم، ويأمرون المتضامنين برفع أيديهم إلى الأعلى.
ولم يُعرف بعد مصير طاقم السفينة والمتضامنين، عقب انقطاع البث المباشر بعد الاقتحام مباشرة.
وقبل عملية الاقتحام، أطلقت السفينة نداء استغاثة بعد اقتراب قوات بحرية إسرائيلية منها وهي على مقربة من شواطئ القطاع.
وكانت “سفينة حنظلة” وصلت إلى حدود 70 ميل من غزة، حيث تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل “مرمرة الزرقاء” التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من قبل إسرائيل عام 2010، وسفينة “مادلين” التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة “الضمير” التي كانت على بُعد 1050 ميلاً، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
وفي 13 يوليو/ تموز الجاري، أبحرت “حنظلة” من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجددا في 20 يوليو باتجاه غزة، وعلى متنها 21 ناشطا.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
يأتي ذلك في وقت تشن فيه إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
تعليقات