برلمانية أوروبية من “حنظلة”: اعتراف فرنسا بفلسطين لا يكفي وجاء متأخرًا

برلمانية أوروبية من “حنظلة”: اعتراف فرنسا بفلسطين لا يكفي وجاء متأخرًا

في لحظة تتصاعد فيها أصوات المعاناة الفلسطينية، وتتعمق جراح شعب يُحاصر ويُقصف بلا رحمة، تبرز مبادرة سفينة حنظلة كرمزٍ حي للتمسك بالأمل رغم القسوة والحصار.

النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي إيما فورو تؤكد أنها لم تتردد في الانضمام إلى هذه الرحلة، التي تراها رسالة احتجاج إنسانية وسياسية ضد صمت العالم وتواطؤه في حرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم.

توضح فورو، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن مشاهد غزة الأخيرة خلقت بداخلها شعورًا عميقًا بالعجز، لكنها دفعتها في المقابل إلى تعزيز رغبتها في تقديم كل ما يمكن من دعم، مهما كان متواضعًا.

تقول إنها شاركت في وقفات وتظاهرات أسبوعية، وساهمت في نشر فيديوهات وتوثيقات على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاضت معارك سياسية مباشرة داخل البرلمان الأوروبي، خصوصًا ضد اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي تجاهلت بند “تعليق التعاون في حال انتهاك حقوق الإنسان”.

وتشدد النائبة على أن ازدواجية المعايير والعنصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية من قبل جهات أوروبية عديدة جعلتها وزملاءها “يشعرون بالعجز أمام جدارٍ من التعنت”، مؤكدة أن هذه الأسباب دفعتها إلى النظر إلى حنظلة “كأفق جديد للتحرك وكسر الصمت”.

وتضيف البرلمانية الأوروبية البالغة من العمر 25 سنة، بصوت مبحوح، أن صدى الرحلة الإعلامي والاهتمام الشعبي الفلسطيني بها يجعلان المشاركة فيها واجبًا إنسانيًا لا يمكن التنصل منه.

وعن المخاطر المحتملة للاعتراض أو الاعتقال، تقول فورو إنها “حقيقية لكنها تظل تحت السيطرة”، مؤكدة أن “الهدف الأساسي هو إيصال رسالة سياسية قوية بوصول السفينة إلى غزة”.

وشددت على أن “على الدول التي ينتمي إليها النشطاء أن تتحمل مسؤولية حمايتهم وأن تفرض عقوبات رادعة في حال المساس بهم”، قبل أن تنتقد بشدة وزير الدولة الفرنسي جان نوال بارو، الذي اتهم المشاركين بعدم المسؤولية “متجاهلًا الإبادة التي يرتكبها الاحتلال”.

وتشير البرلمانية إلى أن “حنظلة” هي السفينة السابعة والثلاثون التي تحاول كسر الحصار، لافتة إلى أن “قلة قليلة فقط تمكنت من الوصول”، لكنها تضيف أن “حياتنا لا تساوي شيئًا مقارنة بمعاناة الفلسطينيين من القصف والمجاعة”.

وترى فورو أن الخطوة “ضرورة إنسانية قبل أن تكون قرارًا سياسيًا”، متسائلة: “كيف يمكن أن يُعلّق أمل شعب كامل على قارب مدني بسيط يحمل عشرين ناشطًا فقط؟”.

وحول إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر، تؤكد فورو أن الخطوة “مهمة لكنها متأخرة”، متسائلة عن “سبب التأجيل والجدية في التنفيذ”، وتشدد على أن “المجاعة المنظمة تهدد آلاف الأطفال الفلسطينيين اليوم، والفعل الحقيقي يجب أن يكون الآن، لا بعد أشهر”.

وتوجه دعوة مباشرة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاتخاذ إجراءات فورية تشمل “الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل، وممارسة ضغط مباشر على نتنياهو”، معتبرة أن “النفاق والتخاذل الفرنسيين غير مقبولين في هذا الظرف الإنساني الخطير”.

وتختتم فورو حديثها بالتأكيد على أن “الشعب الفلسطيني يمثل نموذجًا للصمود والمقاومة رغم كل التحديات”، داعية القوى الكبرى إلى “تحمل مسؤولياتها بدل الاكتفاء بالكلام”.

وتشدد على أن “الشعب الفرنسي قادر على الضغط على حكومته حتى تتخذ موقفًا يليق بواجبها الأخلاقي والإنساني”، معتبرة أن “الموقف الرسمي حتى الآن مخيب ومثير للاشمئزاز”.

المصدر: مدار 21