الخروج الثاني لترامب.. اليونسكو بدون أمريكا مجاملة لإسرائيل

الخروج الثاني لترامب.. اليونسكو بدون أمريكا مجاملة لإسرائيل

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة رسميًا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، مبررة القرار بما وصفته بأنه “انحياز متواصل ضد إسرائيل”، إلى جانب رفضها لما تعتبره “أجندات ثقافية واجتماعية مثيرة للانقسام” تتبناها المنظمة.

وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، أن القرار جاء عقب مراجعة استمرت 90 يومًا لتقييم مشاركة الولايات المتحدة في المنظمة، ركّزت خلالها الإدارة على مدى وجود ممارسات تحمل طابعًا معاديًا للسامية أو مواقف منحازة ضد إسرائيل، حسبما أوردت “رويترز”.

انتقادات لسياسات التنوع والشمول

وأشارت كيلي إلى أن الرئيس ترامب يؤيد “انسحابًا فوريًا من منظمة تروج لأفكار لا تمثل السياسات العقلانية التي صوّت لها الأمريكيون في الانتخابات الأخيرة”، وفقًا لتصريحات نُشرت في صحيفة “نيويورك بوست”.

كما أعربت الإدارة عن رفضها لسياسات “اليونسكو” المتعلقة بالتنوع والمساواة والشمول، معتبرة أنها لا تتماشى مع التوجهات الثقافية والإدارية للإدارة الأمريكية الحالية.

قلق من نفوذ الصين داخل المنظمة

وسلط البيان الضوء أيضًا على ما وصفه بـ”النفوذ المتزايد للصين” داخل اليونسكو، مشيرًا إلى أن بكين تُعد ثاني أكبر ممول للمنظمة، ولها حضور قوي في مواقع قيادية داخلها، واعتبرت الإدارة أن هذا النفوذ يشكل تهديدًا لتوازن المنظمة واستقلاليتها.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من اليونسكو، فقد سبق للرئيس ترامب أن اتخذ خطوة مماثلة خلال ولايته الأولى عام 2017 للأسباب ذاتها، بينما انسحب الرئيس الأسبق رونالد ريجان عام 1983 احتجاجًا على ما وصف حينها بـ”التسييس المفرط” و”العداء لاقتصاد السوق وحرية الصحافة”.

وكانت الولايات المتحدة عادت إلى عضوية المنظمة عام 2023، بعد غياب دام خمس سنوات، بناءً على طلب قدمته إدارة الرئيس السابق جو بايدن.

يمثل هذا الانسحاب الجديد مؤشرًا واضحًا على تغيّر توجهات السياسة الخارجية والثقافية في عهد ترامب، خاصة تجاه المؤسسات الدولية التي ترى فيها الإدارة الحالية تمثيلًا لقيم لا تتماشى مع ما تعتبره “الهوية الأمريكية” التي انتُخب ترامب للدفاع عنها.

المصدر: تيليجراف مصر