سقطت فوقها طائرة.. كواليس الحصة الأخيرة لطلاب مدرسة بنجلاديش المنكوبة

سقطت فوقها طائرة.. كواليس الحصة الأخيرة لطلاب مدرسة بنجلاديش المنكوبة

قرعت أجرس الحصة المدرسية، وشرع الطلاب في فتح الكتب، لكن لم يرتفع صوت المعلم بل سمعوا ضجيجًا لم يعلموا أنه الصوت الأخير في حياتهم للموت القادم من السماء، لتحترق الكتب ومعها أحلام الطلاب بعد أن تحطمت طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية البنجالية وتشكل الأغلبية العظمى من الضحايا طلابًا تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عامًا.

كشفت صحيفة “دكا تريبون”، أن فاجعة الطائرة البنجالية المنكوبة بدأت  حين تحطمت طائرة تدريب تابعة للجيش، من طراز “F-7 BGI”، اليوم، في مجمّع مدرسة مايلستون بمنطقة دياباري في أوتارا بالعاصمة دكا، ما أسفر عن ارتقاء 20 شخصًا، بينهم الطيار، وإصابة 171 آخرين.

رفع حطام الطائرة المتحطمة داخل المدرسة المنكوبة في بنجلاديش

تفاصيل الكارثة: دروس تتحول إلى مأساة

وقع الحادث المروّع في حوالي الساعة 1:06 ظهرًا، بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة من مطار قريب، لتتحطم في مبنى يستضيف حصصًا تدريبية (كوتشينج) لطلاب الصفوف من الثاني إلى الثامن، بعد انتهاء الدوام المدرسي الرسمي.

روى أولياء أمور وطلاب ناجون لحظات الرعب التي عاشوها. قالت شاهدة تدعى بيجوم (40 عامًا)، والدة طالب في الصف الخامس، وهي تبحث عن ابنها في المعهد الوطني للحروق: “كان ابني يحضر دروسًا خصوصية في المدرسة! لو لم يكن يحضر اليوم، لكان ابني بخير”، وأضافت بحزن: “لا أريد شيئًا، فقط شفاء ابني”.

كما تحدّث شقيق طالب في الصف السابع يدعى سايم، قائلًا: “جسم أخي لم يتبق منه شيء، 95% من جسده احترق. كان يحضر دروسًا عندما تحطمت الطائرة”.

رفع حطام الطائرة المتحطمة داخل المدرسة المنكوبة في بنجلاديش

شهادات من موقع الحادث

وأفاد مسؤول العلاقات العامة في مدرسة مايلستون، شاه بلبل، لوسائل الإعلام، بأن الطائرة اصطدمت ببوابة أحد المباني الأكاديمية، حيث كانت تقام الدروس، مشيرًا إلى استمرار عمليات إجلاء المصابين.

وأكد مكتب العلاقات العامة للقوات المسلحة (ISPR) أن الطائرة كانت من طراز “F-7 BGI” وتحطمت بعد فترة وجيزة من إقلاعها، ووفقًا لبياناتهم، وبلغ عدد الوفيات 19 شخصًا (باستثناء الطيار الذي تم تأكيد وفـاته لاحقًا ليصل الإجمالي إلى 20)، بينما تم نقل 164 مصابًا إلى مستشفيات مختلفة.

من الامتحانات إلى الإنقاذ

كان ماهين، طالب في السنة الثانية بمعهد أوتارا مايلستون، موجودًا في الطابق السابع من المبنى المكون من ثمانية طوابق عندما وقعت الكارثة.

يروي الطالب البالغ من العمر 19 عامًا: “كانت امتحاناتنا قد بدأت للتو، سمعنا دويًا هائلًا، واهتز مبنى الكلية، ثم نزلنا السلالم للمشاركة في عمليات الإنقاذ، كانت الحرارة والدخان الكثيف منتشرين في كل مكان”.

وتابع: “رأيت بعض الصغار يخرجون من المدرسة، بعضهم كان مصابًا بحروق بالغة.. قدمنا كل المساعدة التي استطعنا تقديمها”. ومع ذلك، أصيب ماهين نفسه بالإعياء بسبب الحرارة المفرطة والإرهاق، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

تجمع جماهيري أمام المدرسة المنكوبة في بنجلاديش

تستمر التحقيقات لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء هذا الحادث المؤسف الذي هز العاصمة البنجالية.

البحث عن المفقودين

أثار الحادث حالة من الذعر بين الجميع، بمن فيهم أولياء الأمور الذين ينتظرون بفارغ الصبر ورود أنباء عن سلامة أبنائهم. وفي تلك الأثناء، تجمع العشرات من أهالي الطلاب خارج بوابة المدرسة، بعضهم كان يدعو، والبعض الآخر يبكي، وطلب الكثيرون المساعدة من جهات إنفاذ القانون لإنقاذ أبنائهم بسلام.

قال أحد أولياء الأمور بصوتٍ حزين: “لا أستطيع الكلام… ابني في الصف السادس ولا يزال داخل حرم المدرسة.. لا أعرف حالته الآن”!

المصدر: تيليجراف مصر