الجيش الملكي بين مطرقة الانتقاد وسندان الواقعية بعد صفقة زحزوح

الجيش الملكي بين مطرقة الانتقاد وسندان الواقعية بعد صفقة زحزوح

يقترب انتقال نجم فريق الجيش الملكي أمين زحزوح، إلى الوكرة القطري من خط النهاية، ومعه انقسمت جماهير “الزعيم” بين من يرى في الصفقة نزيفًا تقنيًا جديدًا، ومن يعتبرها مكسبًا ماليًا استراتيجيًا يعزز استدامة المشروع.

وفي خضم هذا التجاذب، توجه متتبعون للشأن الرياضي المغربي إلى منصّات التواصل للتعبير عن مخاوفهم من تحوّل الفريق إلى محطة عبور، بينما احتفت فئة أخرى بقدرة الإدارة على فرض شروط مالية متقدمة، ورأت في التفاوض المرحلي وإدراج بند إعادة البيع دلالة نضج إداري واضح.

وذلك ما أكده متابعون أشاروا إلى أنّ قيمة الصفقة الإجمالية بلغت حوالي 4.2 مليار سنتيم، موزعة على شطرين: 2.2 مليار في السنة الأولى، ومليارين في الثانية، مع احتفاظ الجيش بنسبة 20% من أي إعادة بيع مستقبلية، معتبرين الصيغة حماية ذكية لحقوق النادي لاحقًا.

وواصلت تعليقات جماهيرية التساؤل عن سبب تكرار سيناريو رحيل الركائز (شيبي، بورغيس، إيغمان، سليم) قبل تحصيل أقصى عائد رياضي منهم.

وترى فئة معارضة أنّ التفريط في زحزوح وهو في ذروة العطاء يُضعف تنافسية الفريق قاريا، ويُربك الاتساق الفني في غرفة الملابس.

كما شددت الفئة ذاتها على أن الألقاب تُصنع بالاستقرار لا بتدوير النجوم سريعًا، كما أفادوا بأنّ المقارنة مع أندية قارية ناجحة كالأهلي المصري تُبرز فجوة في فلسفة الاحتفاظ بالعناصر المؤثرة، معتبرين أن “بيع الحلول” المتكرر يحول دون بناء هوية لعب مستدامة.

وأبرز داعمون للإدارة أن إدراج بند إعادة بيع بنسبة 20% يمهّد لعائد إضافي مستقبلي، موضحين أن تجارب سابقة (نقاش، الصوابي، وإيغمان بنسبة 30%) راكمت خبرة تفاوضية جعلت النادي أكثر براعة في تسويق أصوله البشرية دون تسرّع مجاني.

وأوضح محللون متفاعلون أنّ تقسيم الدفعات (2.2 ثم 2.0 مليار سنتيم) يُحسّن التدفق النقدي، ويتيح برمجة انتدابات على مرحلتين، ويقلّص المخاطر المالية، وأوردوا أن المرونة في القبول بالأداء المجزأ دون التنازل عن القيمة الإجمالية تُجسّد “براغماتية محكومة”.

وزاد مشجعون منتقدون موضحين أن الأثر الفني لرحيل صانع الفارق لا يُعوَّض بالأرقام وحدها، متسائلين: هل يملك الفريق خارطة إحلال فورية؟ وهل تتكرر فجوة الموسم الماضي حين تأخر تعويض المغادرين، فتأثرت النسق الهجومي والفعالية في المحطات الحاسمة؟

ولفتت أصوات متوازنة إلى أن الانتقاد مفهوم، لكن تحميل الإدارة وحدها مسؤولية “النزيف” يُغفل عوامل أوسع: فجوة مداخيل البث، محدودية رعاية محلية، إغراء عقود مضاعفة خليجيًا، مضيفة أن اللاعب نفسه يسعى لضمان أفق مالي سريع يعزّز أمانه المهني.

وأضاف المصدر ذاته من التفاعلات أن جزءًا من القاعدة الجماهيرية بدأ يقيس النجاح بمعايير مركّبة: قيمة إعادة الاستثمار، وشفافية الصيغة المالية، وقدرة النادي على تحويل العائد إلى مشروع رياضي ملموس، لا مجرد بيع متكرر يُفاقم عدم الاستقرار.

وأشار متابعون فنيون إلى أن محصلة الصفقة ستُقاس نهاية الموسم، ففي خال استُثمر المبلغ في انتدابات نوعية، وتُرجمت إلى تحسين الكثافة الهجومية والعمق التكتيكي، ستتحول الانتقادات إلى قبول تدريجي؛ أما إن تكرّر الفراغ، فستُقرأ الصفقة كحلقة إضافية في سلسلة “الهدر الرياضي”.

وترى فئة ختامية أنّ لحظة الحسم تفرض خطابًا مسؤولًا: دعم القميص، مساءلة هادئة، مراقبة حسن توظيف العائد، والضغط لإرساء سياسة مزدوجة: تثبيت نواة أساسية، وتدوير مدروس حولها، حتى لا يفقد “الزعيم” ما تبقى من رصيده التنافسي في سباق الألقاب.

المصدر: مدار 21