بعد موجة من الانتقادات التي واجهها بسبب شخصيات الذكاء الاصطناعي “الساخرة والجريئة” التي أطلقها عبر منصته “Grok”، قرر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الاتجاه نحو تقديم نسخة آمنة للأطفال تحمل اسم “بيبي جروك (Baby Grok)”، في محاولة لاحتواء الجدل أو ربما لتوسيع نطاق الخدمة.
الإعلان الذي جاء دون تفاصيل واضحة أو جدول زمني للإطلاق، أثار اهتمام المتابعين بسبب التناقض الكبير بين النسخة الجديدة المقترحة ومحتوى الشخصيات السابقة التي طرحتها “Grok”، والتي وُصفت بأنها غير مناسبة للمستخدمين الأصغر سنًا.
من شخصيات مثيرة للجدل إلى تجربة صديقة للأسرة
تحمل خطوة “بيبي جروك” إشارات قوية إلى أن ماسك يسعى لإعادة صياغة صورة منتجه، خصوصًا بعد الجدل الذي أثارته الشخصيات الثلاثة التي تم تقديمها في تطبيق Grok مؤخراً:
• “آني” (Ani): شخصية أنمي أنثوية ترتدي زيًا جريئًا وتدخل تدريجيًا في محادثات ذات طابع حميمي، وأبلغ بعض المستخدمين عن تفاعلات تتجاوز الحدود المقبولة، حتى أن الشخصية ظهرت بملابس مثيرة للجدل افتراضية.
• “رودي” (Rudi): باندا حمراء ذات شخصية مزدوجة؛ تجمع بين خفة الظل والشتائم الصريحة، وتنتقل في الحوار من المرح إلى نوبات غضب لفظي حاد.
• “فالنتاين” (Valentine): شخصية ذكورية مستوحاة من “كريستيان جراي” و”إدوارد كولن”، بطابع رومانسي متملك، وهو ما أثار قلقًا من تمجيد أنماط علاقات غير صحية.
هذا التشكيل من الشخصيات أثار مخاوف واسعة حول تأثير المحتوى على المستخدمين الأصغر سنًا، خاصة مع ضبابية الحدود بين الترفيه والتصميم الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.
“بيبي جروك”: محاولة إنقاذ أم توجه جديد؟
يُنظر إلى مشروع “Baby Grok” على أنه تحول حاد ومفاجئ في استراتيجية ماسك الرقمية، وسط موجة من الانتقادات التي طالت Grok منذ انطلاقه، فمنذ البداية، اشتهر المساعد الذكي بردوده اللاذعة، وعباراته الغريبة، وحتى استخدامه لألفاظ سوقية بلغات متعددة، ما جعله مادة دسمة للسخرية عبر وسائل التواصل.
لكن الأمور ساءت مؤخرًا، حين تلقى “Grok” هجومًا شديدًا بعد توليده محتوى يحمل طابعًا معادٍ للسامية على حد زعم بعض المستخدمين، بل وامتد إلى مدح شخصيات مثل “أدولف هتلر”، وربط أسماء يهودية بمؤامرات متطرفة، هذه الردود الشجاعة تحديدًا أثارت موجة من الجدل
وقد سارعت الشركة بإعلان تحديثات على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وفرض قواعد إرشادية جديدة تهدف لمنع هذا النوع من المحتوى، لكن لا يزال الشك قائمًا حول فعالية هذه التعديلات.
حتى اللحظة، لا تتوفر معلومات مؤكدة حول طبيعة محتوى “بيبي جروك”، أو ما إذا كان سيكون تطبيقًا منفصلًا بالكامل أو وضعًا مخصصًا ضمن المنصة الأصلية، ومع ذلك، فإن الإعلان وحده يكشف عن رغبة ماسك في السيطرة على سردية Grok بعد خروجها عن السيطرة.
وفي وقت تتسابق فيه شركات الذكاء الاصطناعي على كسب ثقة الأسر، قد يكون “بيبي جروك” محاولة لإدخال المنصة إلى غرف المعيشة والمدارس، بدلًا من أن تظل محصورة في هوامش الإنترنت المثيرة للجدل.
تعليقات