عبد العظيم: قطاع التعدين يتحول استراتيجيًا نحو التصنيع وتعظيم القيمة المضافة

شهدت فعاليات منتدى مصر للتعدين ٢٠٢٥ في نسخته الرابعة جلسة حوارية تحت عنوان:”من الاستخراج إلى الصناعة: تعزيز التنافسية في مجالي التكرير والصناعات المعدنية التحويلية”تحت عنوان “من الاستخراج إلى الصناعة: تعزيز التنافسية في مجالي التكرير والصناعات المعدنية التحويلية”

 عُقدت ضمن فاعليات منتدى مصر للتعدين ٢٠٢٥ في نسخته الرابعة جلسة حوارية رفيعة المستوى ناقشت التحديات والفرص المرتبطة بالتحول الاستراتيجي للدول الغنية بالمعادن من الاقتصادات المعتمدة على تصدير المواد الخام إلى الاقتصادات الصناعية القائمة على التصنيع المحلي القائم على القيمة المضافة والتكامل في سلاسل القيمة .

وضمت الجلسة المهندس محمد عبد العظيم رئيس شركة فوسفات مصر، والمهندس محمد عبادي الرئيس التنفيذي للهيئة الاقتصادية للمثلث الذهبي، ونيرى إميكو الرئيس التنفيذي لشركة KIAN SMITH التجارية النيجيرية، والمهندس أمجد غنيم رئيس شركة الوادي الجديد للثروة المعدنية والطفلة الزيتية (واديكو)،  والمهندس مصطفى الجبالي الرئيس التنفيذي لشركة بولي سيرف للأسمدة والكيماويات وأدارت الجلسة إيثني ترينور، حيث قدم كل منهم رؤيته وتجاربه حول فرص تعظيم القيمة المضافة، وتوطين سلاسل التوريد، وتحفيز الاستثمار في مجالات التكرير (تنقية المعادن) والصناعات المعدنية.

أكد المهندس محمد عبد العظيم، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة فوسفات مصر، أن الثروات المعدنية تمثل أحد الركائز الاقتصادية الاستراتيجية التي يجب استثمارها محليًا لتعظيم القيمة المضافة، مشيرًا إلى أن فوسفات مصر تتبنى رؤية طموحة قائمة على الابتكار التكنولوجي، والاستدامة، والاستخدام الأمثل للموارد التي تعمل استراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية على تحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل لها، وأن فوسفات مصر تُعد نموذجًا رائدًا في تنفيذ هذه الرؤية، من خلال مشروعاتها الكبرى، وفي مقدمتها مشروع إنتاج حامض الفوسفوريك بهضبة أبو طرطور، الذي يُمثل قصة نجاح بارزة في مجال التصنيع التعديني، بإنتاج عالي الجودة يُلبي المعايير العالمية، ويُعزز فرص التصدير ودعم السوق المحلي.

وأشار إلى المشروع الصناعي الجديد الذي يجري تنفيذه حاليًا في منطقة العين السخنة، ضمن خطة الدولة لإنشاء مجمعات صناعية متكاملة، في إطار التوجه نحو تعزيز سلاسل القيمة المضافة داخل مصر.

وفي سياق جذب الاستثمارات إلى هذا القطاع الواعد، استعرض عبد العظيم حزمة من العوامل التي يتم الحرص على توفيرها، وتشمل رفع كفاءة التشغيل وتطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية والاعتماد على كوادر بشرية مؤهلة وإيجاد بيئة تشريعية وقانونية جاذبة وتعزيز الشفافية في طرح الفرص الاستثمارية والالتزام بالمعايير البيئية والاجتماعية، لافتاِ إلى أن نجاح القطاع يتطلب توفير بيانات دقيقة وشفافة لدعم قرارات الاستثمار، وإصدار تشريعات محفزة، وتنفيذ تحسينات تشغيلية وتقنية ترفع كفاءة الإنتاج، إلى جانب تسويق ذكي يلتزم بالمعايير الدولية لتحقيق التنافسية العالمية.

وأشار إلى أن قطاع التعدين المصري شهد خلال السنوات الأخيرة تطورات كبيرة على مستوى البنية التحتية والتقنيات وظروف التشغيل، مما أسهم في تحسين مناخ الاستثمار وتعظيم الاستفادة من الموارد.

وكشف عبد العظيم عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إنتاج حامض الفوسفوريك بمنطقة هضبة أبو طرطور، مؤكدًا أن المشروع يُعد محطة محورية لتحويل خام الفوسفات إلى منتج صناعي عالي القيمة، وأنه وُضع له إطار تنفيذي تدريجي على مراحل لمواجهة التحديات التمويلية، ويعتمد على التمويل الذاتي لضمان الكفاءة والجودة.

وأعرب عن اعتزازه بتكريم المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية لعدد من مهندسي الشركة خلال فعاليات المنتدى، مشيدًا بجهودهم وإسهاماتهم في تعزيز منظومة العمل والابتكار.
عبادي: منطقة المثلث الذهبي لديها بنية تحتية تدعم التكامل الصناعي التعديني 

أكد المهندس محمد عبادي الرئيس التنفيذي للهيئة الاقتصادية للمثلث الذهبي أن منطقة المثلث الذهبي تمتلك البنية التحتية المطلوبة لإيجاد تكامل صناعي في سلاسل القيمة التعدينية، وأبرز أن المنطقة تعمل على إقامة شراكات استراتيجية لتلبية احتياجات المصانع من المنتجات النهائية وتوفير فرص تصدير واستيراد الفوسفات ومنتجاته وأن ذلك يأتي في إطار حرص الدولة المصرية لإنجاح مخططاتها لتنمية هذه المنطقة، كأحد مشروعاتها القومية الكبرى التي توليها أهمية شديدة لما تتمتع به من مقومات التنمية المستدامة.

وأوضح أن منظومة الحوافز الاستثمارية بالمنطقة تشمل حوافز مباشرة مثل الإعفاءات الجمركية والضريبية وحوافز غير مباشرة تشمل الموقع الاستراتيجي، وتوافر اتفاقيات تجارة تفضيلية، ومرونة التصدير، وتأسيس أكاديميات تدريب متخصصة.

إميكو: أفريقيا تمتلك فرصًا واعدة ومصر يمكنها ريادة التصنيع التعديني 

وأشارت نيري إميكو الرئيس التنفيذي لشركة KIAN SMITH التجارية النيجيرية إلى أن إفريقيا تمتلك فرصًا واعدة لقيادة سياسات تحويل المعادن محليًا، ومن ثم تطوير سلسلة قيمة الذهب كركائز أساسية لتصبح أفريقيا سوقًا واقتصادًا رائدًا للذهب، مشيدة بما يمكن لمصر أن تقدمه في هذا الإطار، قائلة إن مصر مرشحة لتكون مركزًا إقليميًا لريادة التصنيع التعديني في أفريقيا، كما أكدت أن تعزيز التعاون الإقليمي من خلال الشبكات والتحالفات سيكون له دور حاسم. 
عبد الرازق: تقدم مستمر في إنتاج الكاولين لخدمة الصناعة وتقليل الاستيراد 

وتحدث المهندس أمجد عبد الرازق رئيس شركة واديكو عن تجربتها في إنتاج الكاولين، مؤكدًا أن مصر تمتلك كل المقومات من خامات وكوادر فنية مؤهلة، وأوضح ان المشروع الخاص بفصل الكاولين من الرمال يتم تنفيذه بأكثر الطرق كفاءة من حيث التكلفة، وأن الهدف هو الحصول على كاولين عالي الجودة والنقاء High Purity Kaolin)) بطريقة اقتصادية وهذا سيؤدي إلى تقليل الاعتماد على استيراد الكاولين من الخارج، مما يوفر العملة الصعبة على السوق المصري. وأضاف أن التجارب الصناعية التي أجريناها تؤكد أن نقاء وجودة الكاولين المنتج محليًا ستضاهي أو تتفوق على المواصفات الخاصة بالكاولين المستورد، وأشار إلى أن التوسع في التصنيع المحلي هو السبيل لتعظيم القيمة الاقتصادية من هذا المعدن الهام وأن الرقمنة والتحول الرقمي ضرورة في الوقت الحالي، خاصة مع تزايد طلب المستثمرين على بيئة عمل ذكية وآمنة، تعتمد على الطاقة المتجددة والعمليات الرقمية والالتزام والجودة في إدارة المخاطر وسلامة التشغيل.

ويستخدم الكاولين بشكل رئيسي في صنع البورسلين والأوانِي الفخارية وفى صناعة الخزف الصيني. كما يستعمل الكاولين أيضاً في صناعة الورق ويمكن أن يستعمل في معالجة المياه وصناعة أقراص الدواء والكيماويات والصابون والأسمنت وغيرها من الصناعات.
الجبالي: هناك الكثير من المميزات التنافسية بمصر 

وأكد مصطفى الجبالي الرئيس التنفيذي لشركة بولي سيرف للأسمدة والكيماويات أن مصر لديها المعرفة الفنية والخبرة التكنولوجية الكافية لتقود قطاع التصنيع التعديني، مشيرًا إلى أن عدم وجود احتكار للثروات المعدنية يمثل ميزة تنافسية وأن شركته دائمة البحث عن فرص استثمارية جديدة ومتكاملة، وأن الاتفاقيات التي تم توقيعها مؤخرًا تمثل بداية مشجعة، لكن هناك حاجة للمزيد من هذه الشراكات الفعالة.

وأشار إلى أهمية مراقبة سلاسل الإمداد والإنتاج لتحقيق الاستدامة والشفافية، داعيًا إلى استثمار أكبر في البنية التكنولوجية لضمان الكفاءة والاستجابة السريعة لتغيرات السوق.
وفى ختام الجلسة أجمع المشاركون على أهمية الاستمرار في توطين الصناعات التحويلية، وبناء سلاسل قيمة متكاملة تضمن الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية وتعزز من تنافسية مصر وأفريقيا في الأسواق العالمية، وأن الاستثمار في البنية التحتية والتشريعات والكوادر يمثل الركائز الأساسية لإنجاح هذا التحول، مؤكدين أن الوقت الحالي يمثل فرصة حقيقية للدول الغنية بالموارد المعدنية لتحقيق نهضة صناعية مستدامة.