نتنياهو يقتل جنوده ويمشي في جنازاتهم.. ما لا تعرفه عن “هانيبال”

في خضم الحرب الأخيرة على غزة، تصاعدت التساؤلات حول مدى تطبيق إسرائيل لبروتوكول “هانيبال” المثير للجدل، وهو إجراء عسكري يهدف إلى منع أسر الجنود بأي ثمن، حتى لو أدى ذلك إلى مقتلهم.
وقد أعاد هذا البروتوكول إلى الواجهة حادثة مقتل جندي إسرائيلي في خان يونس، ووفاة ثلاثة جنود آخرين في ظروف غامضة، مما أثار تكهنات حول تورط هذا الإجراء السري في هذه الوقائع.
جندي إسرائيلي لم يكن ضحية طلقات المقاومة فقط
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي على يد المقاومة الفلسطينية في خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد خروجهم من أحد الأنفاق ومحاولتهم أسره، بحسب صحيفة “هاَرتس” الإسرائيلية.
أوضح الجيش الإسرائيلي أن الجندي كان يعمل مشغلًا لآلة هندسية من نوع حفارة، تُستخدم في أعمال الحفر.
وأشارت الصحيفة إلى أن عناصر الجيش الإسرائيلي في المنطقة أطلقت النار على المقاومة، غير مكترثين بالجندي الإسرائيلي الذي أصيب إصابة خطيرة خلال الاشتباك.
بنيامين نتنياهو.. يقتل جنوده ويمشي في جنازتهم
وقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عائلات ثلاثة جنود من سلاح المدرعات الإسرائيلي بعد مقتلهم خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة واصفا إياهم بـ”الأبطال” بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وأشارت صحيفة هاَرتس الإسرائيلية إلى أن الجنود قتلوا نتيجة انفجار ذخيرة داخل إحدى الدبابات الإسرائيلية، موضحة أن ذلك الانفجار لم يكن من قبل المقاومة.
ما هو بروتكول “هانيبال” ؟
بروتوكول هانيبال (يسمى أيضا توجيه هانيبال)، إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو كان ذلك بقتلهم، لذلك يسمح هذا البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى، صاغه 3 ضباط رفيعي المستوى، وبقي بروتوكولا سريا، حتى اعتماده في 2006.
وكشف الدكتور كريم حسين، الخبير في العلاقات الدولية، أن التعازي الحار الذي تقدمه الحكومة الإسرائيلية لجنودها أثار جدلا واسعاً خاصة مع كثرة أعداد القتلى من الجيش الإسرائيلي.
وأكد حسين في تصريح لـ”تليجراف مصر”، عن سبب هذا التعازي الحار مؤكداً أن نتنياهو هو من قتلهم، وذلك عبر قانون هانيبال، الذي سمي على اسم حاكم قرطاجة في تونس قبل الميلاد واستطاع أن يحقق انتصارات على روما، لكنه انهزم وبقي أسيرا فقرر أن يقتل نفسه ولا يسلم نفسه للعدو.
عاد مصطلح “بروتوكول هانيبال” إلى الظهور مجددا في عملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية فجر السابع من أكتوبر 2023، واقتحمت خلالها مستوطنات غلاف غزة، وسيطرت على عدة مواقع وقواعد عسكرية لجيش الاحتلال، وأسرت نحو 250 إسرائيليا بينهم عشرات الجنود والضباط، وهو ما رد عليه الاحتلال بقصف عنيف على غزة أسفر عن آلاف الشهداء والمصابين.
ويعتبر الجيش الإسرائيلي، الوحيد الذي يستخدم هذا الإجراء في العالم، رغم الانتقادات الداخلية المتكررة التي تطاله، وترى أنه لا يوفر الحماية لقواته في الميدان.
يعود تاريخ وضعه وصياغته منذ إبرام صفقة الأسرى المسماة “الجليل” بين إسرائيل وحركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة أمينها العام أحمد جبريل في عام 1985، والتي كان قد بادل خلالها 3 جنود إسرائيليين بـ1150 أسيرا فلسطينيا.
بعد ذلك، تم تقديم نظام “توجيه هانيبال” رسميا عام 1986، بعد 5 أشهر من أسر حزب الله اللبناني جنديين إسرائيليين هما (يوسف فينك ورافائيل الشيخ)، وما تلا ذلك من عمليات تبادل للأسرى وصفت بـ”غير متوازنة”، وتم بذلك توجيه الجنود الإسرائيليين إلى عرقلة اختطاف زملائهم بأي ثمن.
المصدر: تيليجراف مصر
تعليقات