أثار نقاش لافت بين كبار روّاد التكنولوجيا العالمية حول أفضل تخصص يجب أن يدرسه الطلاب لبناء مستقبلهم، موجةً من التفاعل على منصات التواصل، خاصة بعد أن شارك الرئيس التنفيذي لتطبيق “تيليجرام”، بافل دووروف، رأيه علنًا.
في منشور نشره على منصة X (تويتر سابقًا)، قال دووروف: “إذا كنت طالبًا تفكر في ما يجب أن تركز عليه، فاختر الرياضيات، فهي تعلّمك الاعتماد على عقلك، التفكير المنطقي، تحليل المشكلات، وحلها خطوة بخطوة وهذه مهارات أساسية لبناء الشركات وإدارة المشاريع.”
وقد لاقى منشوره رواجًا واسعًا، حيث حصد أكثر من مليون مشاهدة وآلاف الإعجابات وإعادة النشر، لكن لم يتفق الجميع مع دووروف. إذ رد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، بمنشور مقتضب قال فيه: “الفيزياء (مع الرياضيات).”
فيما ردّ دووروف لاحقًا على ماسك قائلاً: ”+1، إذا كنت قويًا في الرياضيات، من المفيد أن تستكشف الفيزياء وعلوم الحاسوب – كلاهما يقدمان تطبيقات عملية للرياضيات، ويعززان التفكير المنطقي والنقدي، ويساهمان في حل مشكلات حقيقية.”
يأتي هذا النقاش في وقت يشهد جدلاً واسعًا حول دور المهارات البشرية في مستقبل تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي. ففي خطاب تخرّج سابق هذا العام، صرّح إيليا سوتسكيفر، الشريك المؤسس في OpenAI، بأن “الذكاء الاصطناعي سيتطور ليؤدي كل ما يمكن للبشر القيام به”، مقدرًا حدوث ذلك خلال ثلاثة إلى عشرة أعوام فقط.
وقال: “الدماغ البشري هو حاسوب بيولوجي، ومن الطبيعي أن نصل إلى حاسوب رقمي يعادل قدراته.”
ورغم هذا التطور المتسارع، يؤكد دووروف على أهمية الأساسيات التعليمية، ويرى أن الرياضيات تظل أداة جوهرية لتطوير مهارات التفكير وحل المشكلات وبناء الفرق والشركات.
أما ماسك، الذي درس الفيزياء والاقتصاد، فيؤمن بأن الفيزياء تمنح فهمًا عميقًا للعالم وتبني نمط تفكير استخدمه شخصيًا في بناء مشاريعه الطموحة.
من جانبه، أدلى بيل غيتس، الشريك المؤسس لمايكروسوفت، بتصريح داعم لوجهة نظر مشابهة، حيث قال: “لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيستبدل المبرمجين بالكامل – لا خلال 100 سنة على الأقل. كتابة الأكواد ليست مجرد طباعة، بل تفكير عميق.”
ورغم اختلاف التوصيات بين الرياضيات والفيزياء، إلا أن القاسم المشترك بين آراء دووروف، ماسك، وغيتس، هو التأكيد على أن القدرة على التفكير العميق والمنطقي ستبقى ذات قيمة عالية في المستقبل، مهما تطورت الآلات.
تعليقات