حماس تقبل مقترح يناير للهدنة.. بشرط وحيد

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن حركة حماس أبدت استعدادًا للعودة إلى المقترح القطري الذي طُرح في يناير الماضي، والمتعلق بترتيبات الخرائط الأمنية في قطاع غزة، في محاولة جديدة لإنعاش جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وفقًا لموقع “العربية”.
ويتضمن المقترح القطري انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خط يبعد نحو 700 متر عن الحدود الشرقية للقطاع، مع إمكانية زيادة المسافة إلى 400 متر إضافية في نقاط متفق عليها سلفًا بين الجانبين.
مرونة مشروطة ورفض قاطع لـ”محور موراج”
أشارت المصادر إلى أن حماس قد تقبل إدخال تعديلات طفيفة على بعض النقاط في المقترح، لكنها ترفض بشكل حاسم إدراج محور “موراج” في أي اتفاق مستقبلي، موضحة أن هذا المحور يعوق عودة نحو 400 ألف فلسطيني إلى مدينة رفح، ويُعد عقبة جوهرية أمام أي تسوية مقبولة بالنسبة للحركة.
اتهامات متبادلة
وتزامنًا مع الإعلان، تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بتعطيل المفاوضات غير المباشرة الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، وسط استمرار القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل 139 فلسطينيًا خلال الساعات الماضية، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية.
وأكد مصدر فلسطيني لـ”فرانس برس” أن المفاوضات تشهد تعثرًا واضحًا نتيجة تمسك إسرائيل بخريطة انسحاب جديدة قدمتها الجمعة، تقضي بـ”إعادة تموضع” عسكري لا يتضمن انسحابًا كاملاً، وتشمل بقاء القوات الإسرائيلية في أكثر من 40% من أراضي القطاع.
ووصف المصدر الفلسطيني هذه الخطة بأنها “محاولة لحشر مئات آلاف النازحين في رقعة جغرافية ضيقة قرب غرب رفح، في تمهيد لفرض تهجير جماعي إلى مصر أو دول أخرى”، وهو ما وصفته الحركة بأنه “خطة تهجير مرفوضة جملة وتفصيلاً”.
“غزة تتحول إلى معسكرات”
وحذّر الوفد الفلسطيني المفاوض من أن “الخرائط الإسرائيلية المقدمة تُكرّس تقسيم قطاع غزة وتحويله إلى مناطق معزولة بلا معابر ولا حرية تنقل، شبيهة بالمعسكرات النـازية”، على حد تعبير المصدر، مؤكدًا أن وفد حماس لن يقبل منح أي شرعية لإعادة احتلال نصف مساحة القطاع.
إسرائيل تتهم حماس بتعطيل المفاوضات
في المقابل، ردّ مسؤول سياسي إسرائيلي باتهام حماس بـ”رفض تقديم تنازلات ضرورية”، مشيرًا إلى أن الحركة تشن حربًا نفسية تهدف إلى تقويض العملية التفاوضية، بحسب تعبيره.
وكشفت مصادر مطلعة أن الوسطاء القطريين والمصريين طلبوا من الطرفين تأجيل التفاوض بشأن ملف الانسحاب العسكري إلى حين وصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الدوحة خلال الأيام المقبلة.
وفي الوقت ذاته، أشار مصدر فلسطيني آخر إلى أن هناك تقدمًا نسبيًا في ملفات المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، في ظل إصرار حماس على انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق التي أعادت احتلالها بعد تاريخ 2 مارس 2025، وهو ما ترفضه تل أبيب حتى الآن.
المصدر: تيليجراف مصر
تعليقات