طلب أمريكي مفاجئ من اليابان وأستراليا.. ما دوركما حال اندلاع حرب مع الصين؟

كشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، السبت، أن الولايات المتحدة وجّهت طلبًا مفاجئًا إلى اليابان وأستراليا لتوضيح مواقفهما في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين واشنطن وبكين حول جزيرة تايوان.

وأفادت الصحيفة، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسات، إلبريدج كولبي، أثار هذه القضية الحساسة خلال اجتماعات متكررة مع مسؤولين دفاعيين من البلدين في الأشهر الأخيرة، في إطار مساعيه لتوسيع شبكة الردع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

تعزيز الردع المشترك وتوسيع الالتزامات

وبحسب مصدر أمريكي، فإن الهدف الرئيسي من هذه المشاورات هو “تكثيف وتسريع الجهود المشتركة لتعزيز الردع بشكل عادل ومتوازن”، خصوصًا في ظل تصاعد المخاوف من خطوات صينية محتملة تجاه تايوان.

وتسعى واشنطن، ضمن هذا التوجه، إلى إقناع حلفائها بزيادة إنفاقهم الدفاعي، غير أن إدخال التزامات عسكرية مباشرة في سيناريو حرب مع الصين يُعد تطورًا جديدًا وغير مسبوق.

استغراب وتردد من الجانب الآسيوي

أشارت الصحيفة إلى أن هذا الطلب الأمريكي قوبل بـ”استغراب جماعي” من ممثلي اليابان وأستراليا وحلفاء آخرين، وأوضح مصدر أن طوكيو وكانبيرا تفاجأتا من توقيت وجدّية الطرح، خاصة أن واشنطن نفسها لا تقدم ضمانات مطلقة بالدفاع عن تايوان.

وردت وزارة الدفاع اليابانية على التساؤلات بالقول إنه “من الصعب الإجابة على سؤال افتراضي يتعلق بحالة طوارئ في تايوان”، مؤكدة أن أي تحرك سيتم “وفقًا للدستور والقوانين الدولية والمحلية، وبصورة فردية ومحددة”.

توتر بسبب الإنفاق الدفاعي

وتحدثت الصحيفة أيضًا عن خلاف وقع مؤخرًا بين الجانبين الأمريكي والياباني، إذ ألغت طوكيو اجتماعًا وزاريًا رفيع المستوى بعد أن ضغط كولبي بشكل مفاجئ لزيادة الإنفاق الدفاعي الياباني.

وقد اضطرت وزارة الدفاع الأمريكية إلى الدفاع عن كولبي في أعقاب تقارير إعلامية ذكرت أنه كان وراء قرار مثير للجدل بوقف تسليم أسلحة لأوكرانيا، وهو القرار الذي تم التراجع عنه لاحقًا.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن الإدارة الأمريكية “توجّه رسالة لحلفائها في المحيطين الهندي والهادئ، كما فعلت مع الشركاء في أوروبا، مفادها أن البيئة الراهنة تتطلب استعدادًا مشتركًا”.

وأكد المسؤول أن المحادثات مع اليابان وأستراليا حول زيادة الإنفاق الدفاعي تسير “بشكل إيجابي”، متوقعًا أن يتحرك البلدان بوتيرة أسرع من بعض الحلفاء الأوروبيين.

وختم بقوله: “نستثمر الكثير من الوقت والطاقة في تقوية تحالفاتنا، بهدف مواجهة التحديات المشتركة بطريقة أكثر فاعلية”.