رغم استبعاده من حسابات المدرب محمد أمين بنهاشم، لا يبدو أن جمال حركاس سيغادر أسوار الوداد بسهولة، خاصة وأن “الفريق الأحمر” يضع سقفًا مرتفعًا لأي مفاوضات، رافضًا فكرة البيع بخسارة، ومصرًا على تثمين أصوله البشرية.
وبذلك، لا يزال مستقبل حركاس معلقًا بين رغبته في الرحيل وتمسك الوداد بقيمته المالية، في مؤشر على توجّه جديد داخل إدارة النادي يرفض التفريط في الأسماء إلا بما يُناسب وزنها الحقيقي ومستوى حضورها في السوق.
وفي هذا السياق، كشف موقع “أفريكا فوت” أن نادي الشحانية القطري، أحد أندية الدرجة الثانية في قطر، تقدم بعرض أول بلغت قيمته 300 ألف دولار لضم اللاعب، غير أن إدارة الوداد رفضت العرض على الفور، معتبرة أن المبلغ لا يعكس القيمة الفعلية للاعب.
وتابع “أفريكا فوت” أن العرض الثاني، الذي جاء بعد أيام قليلة من الرفض الأول، حمل رقمًا أعلى بلغ 450 ألف دولار، لكنه قوبل بالرفض مجددًا.
وأكد التقرير أن نية الوداد واضحة: أي صفقة محتملة تخص جمال حركاس يجب أن تبدأ من ضعف الرقم المقترح، أي ما لا يقل عن 900 ألف دولار، وهو ما يتماشى مع قيمته السوقية الحالية البالغة 1.4 مليون يورو حسب بيانات موقع “ترانسفير ماركت”.
وشدد على أن هذا الموقف يدخل ضمن استراتيجية النادي لتثمين موارده البشرية، وعدم بيع لاعبيه بأسعار زهيدة، حتى في حال الاستغناء الفني عنهم، من منطلق الحفاظ على هيبة الفريق وتعزيز توازناته المالية.
كما أفاد بأن جمال حركاس، الذي انطلق من مدرسة مولودية وجدة ومرّ عبر تجربة قصيرة مع الرجاء الرياضي، قُدّمت له وعود كثيرة لحظة توقيعه مع الوداد قبل موسمين، لكنه لم ينجح في فرض نفسه لاعبًا أساسيًا، رغم تمتعه ببنية بدنية قوية وتجربة معتبرة محليًا.
وأبرز أن اللاعب، رغم خروجه من التشكيلة، ما يزال يحظى باهتمام عدة أندية خليجية، لا سيما في قطر والإمارات، التي ترى فيه مدافعًا متعدد الاستخدامات يمكنه تقديم الإضافة في أكثر من مركز دفاعي.
وأوضح أن اللاعب لا يُمانع فكرة المغادرة هذا الصيف، بل يترقّب فرصة جديدة تمنحه أفقًا فنيًا أوسع، لكن دون التخلي عن شرط أن يكون العرض في مستوى تطلعاته وطموحاته، بما يُراعي مسيرته الاحترافية الحالية.
وأورد أن المقربين من حركاس يتفقون مع توجه النادي في ما يخص الشروط المالية، معتبرين أن الوقت قد حان لخروج مشرّف يحفظ مكانة اللاعب ويُرضي تطلعاته المهنية، بعد فترة لم تُحقق فيها التجربة المرجو منها.
وزاد موضحًا أن إدارة الوداد لا ترى أي استعجال في إتمام الصفقة، بل تتعامل مع الملف بهدوء شديد، بانتظار العروض التي تليق بالاسم والسياق، وسط قناعة بأن التخلي عن اللاعبين لا يجب أن يكون استجابة لضغوط السوق فقط.
وأشار إلى أن ملف حركاس سيظل مفتوحًا خلال الأسابيع المقبلة، سواء بانتظار عروض من دوريات الخليج أو حتى من فرق مغربية، لكن ما هو مؤكد في الوقت الحالي، أن البيع لن يتم دون قيمة حقيقية ترضي الوداد وتعطي اللاعب ما يستحقه.
تعليقات